oOo khaled oOo ¤¦¤ المدير العام ¤¦¤
عدد الرسائل : 127 تاريخ التسجيل : 12/11/2007
| موضوع: عشق على الطريقة الغربية !!.. قصة شيقة جدا وواقعية الخميس نوفمبر 15, 2007 11:54 am | |
| عشق على الطريقة الغربية !!..
جميل شاب شرقي ولد باسرة ريفية محافظة ..لم يدرك ما يخبئه له القدر وهو الذي صمم على ان يثور على حالة الانفصام التي تعيشها اسرته جراء الفقر المدقع والمعاناة اليومية التي تصطدم بها اسرته لجلب لقمة العيش التي بالكاد تكفي لافرادها .. هذا البؤس الذي يعبر عن نفسه من خلال المشهد الذي يمكن وصفه على انه عالم الاحياء بين قبور الاموات وعلى الرغم منه الا ان ذلك لم يثني رب الاسرة عن ايمانه الفطري بان الرزق مقسوم وان الكفاف والفقر ليس حجر عثرة امام رسالة التعليم التي هي حق للابناء على الاباء وتستحق التضحية والجهد المضاعف وتقسيم القوت اليومي ما بين مصروف الاسرة من الغذاء والتعليم للابناء ..قناعة الوالد وايمانه متنحه قوة التمسك بتعليم الابناء ورفض كل محاولات الاستجداء من الابناء للتضحية بالتعليم في سبيل استمرار العيش الكريم للاسرة ؛وامام هذا الاصرار والتعنت كابدت الاسرة ليال وايام ما بين حاجة الطعام ومصروف التعليم ؛فاضطرت ربة الاسرة مع زوجها لاضافة عبء ومسؤولية اخرى لمسؤوليتها البيتية .للفلاحة وتسويق الخضروات والتضحية بما تبقى لديها من حلي لتحقيق حلم زوجها في تعليم الابناء ..
جميل الابن اللامع في دروسه حقق طموح والديه والتحق بالجامعة ...وفي الجامعة تعرف على فتاة احبها وعشقها ..احبها برومنسيته الشرقية ..فاخذت حيزا كبيرا من فكره ..وهكذا لم يحسب او يدر في خلده ما يمكن لسبب او لاخر ان يعكر صفو هذه العلاقة ..او يحرمه من قلبه الذي اقفله باحكام لتتربع عشيقته في مملكته ..اكتفى جميل بهذا الحب الطاهر بالرغم من نظرات العيون التي كانت دوما ترمقه وتطارده ..بالرغم من كثرة حساد الحبيبة على هذا الحبيب ..فالحبيب وسيم وفيه من المواصفات والاخلاق ما يتسامى على نزوات الكثير من اقرانه ..كانت الحبيبة تقسم بحياته ..بان قوة في الارض لن تحول بين حبيبها ؛وهكذا فان جميل ضاعف من جهده الدراسي وحقق تفوقا مكنه من نيل منحة لا كمال دراسته العليا ليتدخل القدر فيفرق بين الحبيبن ..يسافر جميل ملتحقا برسالة العلم التي احبها بتشجيع من حبيبته ..
يسافر وتتواصل رسائل الحب بينهما لشهور تمضي ..وتنقطع اخبار الحبيبة ..فيقرر العودة الى الوطن وهكذا تكون الصدمة ..حبيبته يخطفها ابن العم ..وتاخذ العادات والتقاليد مكانتها تتنصر وينهزم الحب ..فيصاب جميل بهذيان ,..يصاب بطعنة في قلبه ويقرر الزواج قبل السفر على الطريقة الشرقية ..يقرر الزواج انتقاما من نفسه وثائرا من المجتمع وتقاليده ..يتزوج من فتاة اكثر جمالا من حبيبته واقل علما يتزوج من بنت ريفية من قريته ..ثم يسافر عائدا الى جامعته ..يسافر وفي قلبه جرح حاول ان يضمده بزواج فاشل ..زواج خال من الود ؛ وهكذا تنقطع الاخبار ما بين جميل وزوجته سوى ما بين موسم وموسم ..يبحث خلالها جميل في ثنايا ذاته لا يجد سوى جرح يئن تحت وطاة اعباء زوجته المسكينة التي لم تعلم خلف هذه الصورة الوسية لزوجها يتفجر بركان ..خلفها صورة طيف الحبيبة الذي يطارده كشبح ينال منه فيدميه ....لم تعلم انها تعيش مع زوجها جسدا وان روحه معلقة بحبيبته التي سلمت نفسها للقدر ..لم تدرك ان في ابتعاد زوجها ما هو اكبر من رسالة العلم التي سافر مدفوعا بحبه وتشجيعا من حبيبته ..لم تعلن ان الهدف الذي سافر من اجله تحطم منذ ان علم بفقدان الحبيبة ؛وهكذا ينصرف جميل في غربته ..ينصرف وقلبه مثخن بالجراح نقمة على المجتمع تارة واخرى انتقاما لنفسه ..ينصرف جميل فيفقد بريقه ويمضي مترنحا ما بين شارع واخر ..في هذا الركن من هذا الملهى وتلك الزاوية من المرقص ..تارة تراه وهو يترنح واخرى يتكئ على كتف صديقة ..لتمضي الايام والسنوات ..يعشق خلالها حبه الجديد ..يعشق الحب على الطريقة الغربية ..ينغمس في ملذاته هروبا او تجديدا او انسجاما فتلك المسميات جميعها لم تعد تهمه كثيرا ..اضحت بالنسبة له سيان ..ليس هناك من شيء ذا قيمة يستحق التفكير اكثر من التفكير ذاته ..هكذا كانت الكلمات دوما تصدر من فم جميل وكانه يخاطب في ذلك سكرات القلب وهي تنسج الرثاء لروح حبيبته ..ثم يصحو برهة من غيبوبته فيشاهد الحسناوات من حوله ..فيضحك ويقهقه باعلى صوته متحدثا بالعربية ..حب على الطريقة الغربية ..نعم حب على الطريقة الغربية ..يرددها مرات عدة ثم يتلوها بضحكات تعبر عن سعادته المجروحة وهو يشاهد خليلته الغربية تتهاوى بين احضان رجل اخر ..ثم ينتقل لحسناوة اخرى فيقول متسائلا لم لا ؟؟! تكون اشتراكية ..لم لا نجسد الاشتراكية ..اليس ذلك بافضل الف مرة من الرومانسية الشرقية ..اي حب شرقي هذا الذي تنتصر فيه العصبية ..اي حب هذا الذي تنهزم فيه الحبيبة في اول معركة حقيقية ..واي زواج هذا الذي يفتش عنه القلب فلا يجد سوى ركام يتهاوى ليصبح ضحية ..وما بين الصراخ والضحك قطرات ساخنة تتساقط من عينيه يتذكر خلالها الريف ..يتذكر الاسرة يتذكر المعاناة ..يتذكر دعوات الوالدين ورضاهم ..يتذكر طفله يقف على تلة وعيونه ترنو صوب الافق بانتظار سماع خطوات الاب قادمة نحوه لتعانقه ..فيستيقظ ..ينهض صوب المراة ..ليرى جسدا غير الذي كان يحمله ..ينظر في عينيه فيجد الاعياء وقد بدات ترتسم عليه تجاعيد الغرب وهمومه يسمع صوت ابنه يناديه ..فيقرر العودة ..وما بين مسافة المطار والسكن يعرج في طريقه الى الجامع ..يصلي ركعتين ثم يتوب الى الله ...يواصل سفره صوب الطائرة التي تقله صوب الوطن ...فيلتقي باسرته التي طالما انتظرته طويلا ...انتظرت تعليمه وحصوله على الدرجة العليا ...وببراءة الطفولة يساله ابنه عن شهادته وعلامه ويجيب الاب بعفوية (انها يابني شهادة عشق على الطريقة الغربية )
| |
|